سئمنا من الوعود - نريد حياة كريمة: البدو ينتقلون إلى المدن اليهودية في النقب

من صراع الاعتراف إلى البحث عن جودة الحياة – مئات من أبناء المجتمع البدوي انتقلوا هذا العام إلى بئر السبع، عراد، أوفاكيم، ميتار، لهافيم وعومر بحثًا عن السكن، التعليم، الأمان وفرص العمل
שיתוף בווטסאפ שיתוף בפייסבוק שיתוף בטוויטר שיתוף באימייל הדפסת כתבה
سئمنا من الوعود - نريد حياة كريمة: البدو ينتقلون إلى المدن اليهودية في النقب

تشهد منطقة النقب في السنوات الأخيرة ظاهرة اجتماعية واضحة: عدد متزايد من أبناء المجتمع البدوي – وخاصة الشباب المتعلّمون وأصحاب الإمكانيات الاقتصادية – يختارون الانتقال إلى المدن اليهودية، وعلى رأسها بئر السبع، إلى جانب عراد، أوفاكيم، ميتار، لهافيم وعومر.
هذا الانتقال، الذي بدأ بهدوء ثم تحوّل إلى موجة ملموسة، ناتج عن نقص حاد في حلول السكن داخل القرى البدوية، إلى جانب رغبة في حياة أكثر جودة، وتعليم أفضل للأطفال، وشعور بالأمان وفرص عمل مستقرة.

سلامة الأطرش، الرئيس السابق لمجلس الكسوم الإقليمي وناشط اجتماعي بارز، يقول: "البـدو وجدوا بأنفسهم الحل لأزمة السكن – ينتقلون إلى المدن. ليس لأنهم يريدون مغادرة مجتمعهم، بل لأنه لم يعد أمامهم خيار آخر. الحكومة تماطل، لا تُباع أراضٍ للبناء، لا توجد شقق للإيجار، ولا سكن عام، ولا مستقبل واضح. الناس يريدون أن يعيشوا – لا أن يحاربوا يوميًا من أجل حقهم في سقف يأويهم."

ويضيف الأطرش أن واقع الحياة في القرى صعب للغاية: "المدارس من بين الأكثر اكتظاظًا في البلاد، العيادات تخدم آلاف المؤمّنين بظروف صعبة، لا مناطق صناعية، لا مراكز تجارية، معدلات البطالة مرتفعة جدًا، والخدمات العامة من الأسوأ في إسرائيل. بدل أن تقدّم الدولة تخطيطًا وتعليمًا وفرص عمل – تترك القرى خلفها."

ويتابع قائلاً: "الناس يصوّتون بأقدامهم – ينتقلون إلى المدن حيث البنية التحتية الجيدة، التعليم الجيد، الوصول إلى خدمات الصحة والتعليم العالي، إمكانية الحصول على قرض إسكان، وشعور بالأمان. هذا أمر طبيعي."

لكن الأطرش يحذر من الثمن الاجتماعي لهذه الظاهرة: "الذين يغادرون هم في الغالب من النخبة المتعلّمة والمبادرين القادرين على إحداث التغيير. عندما يغادرون، تضعف القرى اجتماعيًا واقتصاديًا، وتتّسع الفجوات. يجب على الدولة أن تفهم أن الحل ليس بالطرد أو التجاهل، بل بالاستثمار الحقيقي في النقب."

في بئر السبع، يلاحظ الخبراء آثارًا اقتصادية ملموسة: أصحاب الشقق في الأحياء القديمة، الذين عانوا من ضعف العائد وقلة الطلب، يشيرون إلى ارتفاع واضح في الطلب من العائلات البدوية – كثير منها فقدت منازلها بعد أوامر الهدم في القرى غير المعترف بها. كما يُلاحظ ازدياد مشتريات أبناء المجتمع البدوي في الأحياء الجديدة.

ويختم الأطرش قائلاً: "نريد أن نعيش معًا، لا أن نعزل أنفسنا. يجب أن نتوقف عن النظر إلى النقب كمشكلة، وأن نبدأ برؤيته كفرصة عظيمة لإسرائيل كلها. الاستثمار في القرى والتخطيط والاعتراف بها ليس جيدًا للبدو فقط – بل لنا جميعًا."

الطريق إلى الأمام، بحسب الأطرش، واضحة: الاعتراف الكامل بالقرى، الاستثمار في التعليم والعمل، توسيع المخططات الهيكلية، وتعزيز الانتماء للمجتمع الإسرائيلي. “النقب لا يحتاج إلى مزيد من الوعود – بل إلى أفعال: مساواة، مسؤولية ومستقبل.”