''في الليل لا ننام بسبب إطلاق النار، خوف الموت'': شهادة مروّعة من تل السبع

سالم، أحد سكان تل السبع، يصف واقعًا يوميًا من العنف وإطلاق النار المستمر الذي يحوّل حياة العائلات إلى جحيم حقيقي – بينما الشرطة تقف عاجزة. سكان النقب وبئر السبع يتحدثون عن فقدان كامل للشعور بالأمان
שיתוף בווטסאפ שיתוף בפייסבוק שיתוף בטוויטר שיתוף באימייל הדפסת כתבה
''في الليل لا ننام بسبب إطلاق النار، خوف الموت'': شهادة مروّعة من تل السبع

سالم، أحد سكان تل السبع وأب لعدة أطفال، يعيش منذ فترة طويلة تحت وابل من إطلاق النار والعنف الذي لا يتوقف، حتى باتت لياليه مليئة بالرعب، وأيامه مشوبة بالخوف.
''إطلاق النار كل ليلة، يبدأ من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل حتى الخامسة والنصف صباحًا. الأطفال لا يستطيعون النوم، يقفزون من الخوف كلما سمعوا الرصاص''، يقول سالم بصوت مرتجف.
ويضيف: ''الناس يطلقون النار أمام مركز الشرطة، ولا أحد يتحرك. نحن نعيش في خوف دائم. لا جيش، لا شرطة، لا قانون''.
سالم، الذي اضطر لنقل ابنه إلى غرفة داخلية أكثر أمانًا خوفًا من الرصاص الطائش، يقول: ''ننام ونحن نخفض رؤوسنا تحت النوافذ. أصبحت بيوتنا أفخاخ موت''.
العنف في تل السبع يسمعه الجميع – حتى في بلدة عُمر المجاورة. يقول سالم: ''جيراننا في عُمر لا ينامون أيضًا. يسمعون الرصاص ليلًا. هذه ليست حياة''.

العصابات تسيطر – والشرطة عاجزة

بحسب شهادة سالم، مجموعات مسلّحة تجوب الشوارع ليلًا، تطلق النار وتثير الخوف بين الأهالي. ''كل المحال التجارية على مدخل البلدة مغلقة. لا أحد يجرؤ على فتح متجر. لا عمل، لا رزق. الناس تخاف حتى من الخروج لشراء الخبز.''
ويتابع بغضب: ''تتصل بالشرطة فيقولون لك إن الدوريات في الطريق. كل ليلة يقولون نفس الشيء. سئمنا الوعود الفارغة''.

الأسلحة منتشرة بلا رادع

رغم الحملات الأمنية الأخيرة وارتفاع مستوى التأهب في محطة شرطة البلدات، إلا أن كميات هائلة من الأسلحة غير القانونية ما زالت تتدفق إلى النقب.
تشير التقديرات إلى وجود أكثر من 100 ألف قطعة سلاح غير قانونية في المنطقة – جزء منها مسروق من الجيش الإسرائيلي، وجزء آخر يتم تهريبه يوميًا عبر الحدود مع مصر باستخدام طائرات مسيّرة.
''هذه ليست طلقات فرح – هذه حرب حقيقية. الناس يمتلكون مستودعات أسلحة في منازلهم.''

من فقدان الأمان إلى حافة اليأس

يقول سالم بمرارة: ''إذا لم تحمِنا الشرطة، في النهاية سنحمي أنفسنا. لا أستطيع الخروج لشراء الخبز لأطفالي في الليل. الدولة تركتنا لوحدنا''. وانتقد بشدة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير:
''يأتي ليهدم حاوية تصوير، يحيط نفسه بمليون شرطي، لكن في ولايته قُتل أكثر من 200 شخص في المجتمع العربي. نحن بحاجة لحرب حقيقية ضد الإجرام، لا لصور دعائية.''

تل السبع تحت الحصار

يؤكد سالم أن العنف لا يؤذي فقط الإحساس بالأمان، بل يضر بسمعة السكان الشرفاء ''عندما أقول إنني من تل السبع، الناس يخافون. الجريمة شوّهت اسم البلدة، وهذا يؤثر أيضًا على البلدات المجاورة مثل عُمر.''

الكثير من العائلات المقتدرة تحاول الخروج من البلدة. علي، أحد سكان تل السبع الذين انتقلوا إلى بئر السبع، يقول: ''أغلقنا البيت وانتقلنا. هنا في بئر السبع يمكننا النوم، والأطفال يذهبون إلى المدرسة. الحياة مختلفة – هناك كافيهات ومراكز تجارية، والأمان قبل كل شيء.''

أزمة أمنية تضرب النقب

العنف في النقب لم يعد مسألة محلية. مصادر في الجيش الإسرائيلي تعترف أن غياب الأمن في المنطقة أثّر حتى على مشاريع نقل قواعد الجيش إلى الجنوب.
وفقًا لبيانات رسمية، يشعر سكان بئر السبع والنقب بفقدان شبه كامل للأمان – ليالٍ بلا نوم، وأيام مليئة بالقلق والخوف من القادم.