ليست إطلاقات النار فقط: قطعان كلاب سائبة تبث الرعب بين سكان الأحياء في رهط والنقب

سكان يشكون من اقتحام عشرات الكلاب لساحاتهم. في ظل ازدياد انتشار داء الكلب في إسرائيل ونقص اللقاحات وغياب خطة علاجية واضحة
שיתוף בווטסאפ שיתוף בפייסבוק שיתוף בטוויטר שיתוף באימייל הדפסת כתבה
قطيع كلاب سائبة يتجول قرب منازل في جنوب البلاد

حمّد القريناوي، أحد سكان رهط، يصف لحظات خوف حقيقية بعدما اقتحمت عشرات الكلاب السائبة ساحة منزله بشكل مفاجئ.
وقال: كنا جالسين في البيت وفجأة دخلت عشرات الكلاب إلى الساحة. لحسن الحظ أغلقنا الباب في الوقت المناسب. هناك مشكلة قطعان كلاب سائبة في البلدة، وفي المجلس قالوا إنهم يعالجون الأمر مرة في الأسبوع عبر إطلاق النار عليها. هذا يشكل خطرا كبيرا. ماذا لو هاجم أحد هذه الكلاب طفلا. هذه ليست كلاب بيتية بل كلاب سائبة لا يعرف أحد من أين جاءت.

في جنوب البلاد تزداد الظاهرة منذ اندلاع الحرب. بعض الكلاب تُركت، وبعضها وُلد في البرية، وهناك كلاب تسللت من حدود غزة. ويضاف إليها ابن آوى والضباع التي تقلص مجالها الطبيعي بسبب البناء المتسارع. ومع أن هذه الحيوانات عادة لا تهاجم البشر إلا عند الشعور بالخطر، إلا أن قطعان الكلاب قد تتصرف بعنف غير متوقع.

ويشير سكان رهط إلى أن الكلاب تجد مصادر طعام ثابتة في أكوام نفايات كبيرة لا تتم معالجتها بشكل صحيح، ما يفاقم المشكلة ويجذب مزيدا من الكلاب.

انتشار داء الكلب: تسعون إصابة خلال عام واحد

مرض داء الكلب، الذي كان شبه منعدم في معظم مناطق إسرائيل، عاد للانتشار من جديد. خلال العام الأخير سُجلت تسعون حالة في أنحاء البلاد، بما في ذلك منطقة الشارون والسهول والجبال.

الدكتورة عنات ليختر فلَد، رئيسة المنظمة الإسرائيلية للطب البيطري لحيوانات المنزل، حذّرت من الارتفاع الحاد: الوضع مقلق جدا. من المهم التأكد من تلقيح جميع الكلاب والإبلاغ عن أي اشتباه بكلب مصاب.

الأطباء البيطريون يقفون في الخط الأمامي: يتعاملون مباشرة مع حيوانات قد تكون مصابة، وفي الوقت نفسه يتحملون مسؤولية الإرشاد والتوعية. ومع ذلك يشتكون من نقص في جرعات التعزيز الخاصة بالوقاية من المرض، إضافة إلى غياب مسار واضح لفحوصات الدم المطلوبة حسب وزارة الصحة. الفحص غير مشمول في سلة الصحة وتبلغ تكلفته أربعمئة شيكل، ما يشكل عبئا ماليا على الأطباء.

سياسات غير موحدة ونقص في لقاحات الحيوانات

سياسة منح جرعات التعزيز غير موحدة بين مناطق البلاد. في الجنوب يمكن الحصول على جرعة التعزيز دون فحص دم، بينما في الشمال ترفض بعض صناديق المرضى إعطاء الجرعة دون الفحص المسبق.

كما يسجل نقص في لقاحات داء الكلب للحيوانات، خصوصا في الشمال. الخدمات البيطرية المسؤولة عن الاستيراد لا تملك مخزونا كافيا، رغم اتساع انتشار المرض.

ويؤكد المختصون الحاجة الماسة إلى وضع أنظمة واضحة تحدد مسؤوليات الجهات المختلفة: الأطباء البيطريين، الجمعيات، والسلطات المحلية، في التشخيص، التوعية، ونقل العينات للمختبر.

سكان محبطون: مركز بلدية رهط لا يستجيب

القريناوي يضيف أنه اتصل مرات عديدة بمركز بلدية رهط، لكنه تلقى ردودا مستفزة: اتصلت بالمركز فقالوا لي افعل ما تريد. إذا نشرت في الصحافة أو التلفزيون فهذا شأنك. تواصلت معهم مرات كثيرة ولا أحد يهتم.