تهديدات ضد المحامية التي تكشف فقدان الأمن في النقب: ''لن نخفي بعد الآن - سنُريكم من يطلق النار''

ليست كل الأصوات راضية عن من تجرؤ على كشف الواقع المرير المتعلق بالأمن الشخصي في بئر السبع والنقب، لكنها تؤمن أن كشف الحقيقة المرة هو الطريق الوحيد لإنقاذ الجنوب من الفوضى
שיתוף בווטסאפ שיתוף בפייסבוק שיתוף בטוויטר שיתוף באימייל הדפסת כתבה
تهديدات ضد المحامية التي تكشف فقدان الأمن في النقب: ''لن نخفي بعد الآن - سنُريكم من يطلق النار''

المحامية مور سيفان إدري، التي تنشر عبر الشبكات الاجتماعية مقاطع وصوراً توثق أحداث العنف وإطلاق النار في الجنوب، تواجه هجوماً חרيفاً من بعض أصحاب المصالح في المنطقة، الذين يتهمونها بأن كشفها للواقع الأمني الصعب يضرّ بأرزاقهم ويضع علامات استفهام حول "الجدوى الاقتصادية" لمدينة بئر السبع.
في المقابل، هناك كثيرون يرسلون إليها مواد توثيقية وصوراً، لتصبح ما تصفه بـ"نظام استخبارات مدني" تديره بنفسها – رغم التهديدات اليومية التي تتلقاها.

وقالت إدري في منشور لها في مجموعة "بئر السبع معاً" التي تضم أكثر من 220 ألف عضو:
"أتلقى الكثير من الردود من أصحاب المصالح اليهود في الجنوب، في بئر السبع تحديداً، بعضهم غاضب لأنني - برأيهم - أضرّ بأرزاقهم بسبب مقاطع الفيديو التي أنشرها والتي تكشف الجريمة البدوية وانتشار السلاح غير القانوني، لأنهم يعتمدون على الزبائن البدو كمصدر دخل."

وتضيف: "أشكر كل من يدعمني ويرسل لي الفيديوهات والصور – فهذه بالنسبة لي منظومة استخبارات شخصية، أتابعها وأديرها بنفسي. نعم، أدفع ثمناً شخصياً، أتعرض لتهديدات شبه يومية، وأنا على تواصل دائم مع الشرطة بشأن ما أنشره وما أكتشفه."

وتتابع قائلة: "غير معقول أن نسمع كل ليلة أصوات إطلاق النار في عومر أو ميتار أو كرمِت وربما أيضاً لهافين – هذه ليست أمطاراً من السماء. هناك من يحمل السلاح ويطلق النار. لذلك أريكم الآن الجهة التي تطلق النار."
وتشير إدري إلى أن نشاطها تطور من مرحلة التوثيق السطحي إلى الكشف المباشر عن الفاعلين: "في السنة الأولى كنت فقط أصور من حديقة بيتي أصوات الطلقات والضجيج، واليوم أريكم من هم الذين يطلقون النار."

كأنها حرب أهلية – إطلاق نار متواصل أصبح جزءاً من الروتين في الجنوب

في بلدات مثل ميتار، لهافين، عومر، بئر السبع، نبطيم، أوفاكيم ونتيفوت – أصبح "الإرهاب الإجرامي" جزءاً من الحياة اليومية.
يقول أحد أصحاب المصالح في بئر السبع: “نعيش واقعاً لا يُطاق. اللصوص أكثر جرأة من أي وقت مضى، يتجولون ليلاً بسيارات ودراجات نارية لإظهار السيطرة. لا نتحدث لأن من يتكلم يُعتبر مسبب مشاكل.”
تضاف تقارير إدري إلى سيل البلاغات اليومية عن الجرائم في الجنوب – من سرقات متكررة في أوفاكيم، وإطلاق نار متواصل قرب نبطيم، إلى حرائق سيارات في بئر السبع، ومحاولات اقتحام لمتاجر ودور عبادة. يقول أحد أصحاب المحال: "وصلنا إلى مستوى من السرقات جعلني أفرض قيوداً على الزبائن – لا يدخل أحد مع أكياس أو عربات تسوق. بعض الزبائن غضبوا ولم يعودوا، والبقية تفهموا. الجريمة أصبحت هي الوضع الطبيعي."

بيانات رسمية: "سكان بئر السبع يخشون الخروج ليلاً"

بيانات مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي تؤكد الصورة القاتمة: فقط 66% من سكان بئر السبع يشعرون بالأمان في أحيائهم – أدنى نسبة بين المدن الكبرى في إسرائيل (مقابل معدل وطني يبلغ 80.2%).
أما الشعور بالأمان ليلاً فهو أسوأ: 64.5% فقط يشعرون بالأمان عند السير بمفردهم ليلاً، أي أقل بعشر نقاط من المعدل الوطني، ما يضع بئر السبع في أسفل القائمة إلى جانب حيفا.

كما أن 21.3% من السكان يخشون أن يكونوا ضحية لجريمة أو حادث عنف في منطقتهم – وهي النسبة الثانية الأعلى في البلاد بعد نتانيا (27.5%).
هذه الأرقام، التي تعكس تراجعاً مستمراً في الإحساس بالأمن، تثير قلقاً شديداً لدى السلطات المحلية في المدينة، وتؤكد الحاجة إلى خطة حكومية وبلدية شاملة لإعادة الأمان إلى سكان بئر السبع والنقب.