قانون ريفمان: الفرصة التي ستغير وجه النقب

حچاي رازنيك، رئيس معهد ريفمان ومبادر القانون، يصف رؤيته للتعاون الحقيقي بين اليهود والبدو في النقب خلال استضافته في برنامج "على الطاولة" الذي يقدمه عثمان أبو عجاج.
في برنامج "على الطاولة" الذي يقدمه عثمان أبو عجاج، والذي يحظى بشعبية واسعة في المجتمع البدوي، استضاف حچاي رازنيك، رئيس معهد ريفمان ومبادر قانون ريفمان. القانون، الذي يهدف لتنظيم إسكان البدوي في النقب، يقدم حلولًا شاملة للتحديات التي تراكمت على مدار عقود. خلال المقابلة، شارك رازنيك رؤيته والتحديات التي يواجهها.
المعهد كشراكة بين البدو واليهود
بدأ رازنيك حديثه بتوضيح عن معهد ريفمان:
"المعهد تأسس على يد بدو ويهود من سكان النقب، تخليدًا لذكرى شموليك ريفمان رحمه الله، أحد أبرز قادة النقب. الفكرة الرئيسية هي أن تطوير المجتمع البدوي وتنظيمه هو مفتاح تطوير النقب بأسره. بدون تشريعات واضحة وتعاون حقيقي، لن يتغير شيء".
وأضاف قائلًا: "القانون تم بناؤه من خلال حوار وتعاون حقيقي مع المجتمع البدوي. خلال ثلاث سنوات، قمنا بجولات في الميدان، في الشِقّات والتجمعات غير المعترف بها، وتعلمنا التحديات من الداخل – ليس من مكاتب في القدس، بل من خلال الاستماع لأصوات المجتمع نفسه".
المعارضة والتحريض: التحديات الموجودة
عند سؤاله عن المعارضة للقانون، لم يتجاهل رازنيك التحديات:
"بعض المعارضة تنبع من تحريض، وأحيانًا من مصالح جهات تستفيد من الوضع القائم. هناك من يفضل الفوضى بدلًا من النظام، لأن ذلك يخدمهم. ولكن هذا القانون وُلد من تعاون عام وعميق. وأنا أؤمن أنه عندما يتعرف الجمهور على القانون بعمق، سيدرك الفوائد الكبيرة التي يحملها".
ما الذي يقترحه القانون؟
شرح رازنيك المبادئ الأساسية للقانون:
- توحيد الصلاحيات – "حاليًا هناك العديد من الجهات التي تعمل دون تنسيق، مما يؤدي إلى عدم فعالية وأحيانًا إلى هدم المنازل دون حلول منظمة. القانون يقترح إنشاء جهة مركزية تكون مسؤولة عن التخطيط، التنظيم، والتنفيذ".
- الخدمات البلدية – "اليوم هناك تجمعات لا يوجد بها جمع نفايات، ولا بنى تحتية، وحتى لا يوجد تعليم ملائم. القانون سيضمن إنشاء مراكز خدمات توفر حلولًا حقيقية لاحتياجات المجتمع البدوي".
- تعويضات أصحاب الأراضي – "التعويضات ستزداد بشكل كبير من 5,000 شيكل للدونم إلى 100,000 شيكل للدونم، مما سيمكن أصحاب الأراضي من الحصول على تعويض عادل وتعزيز الحلول المنظمة".
- التعليم والتوظيف – "إحدى القضايا الملحة هي التعليم. العديد من الأطفال في النظام التعليمي البدوي لا يحصلون على الأدوات الأساسية للنجاح. القانون سيُنشئ سلطة تعليم خاصة تضمن أن كل شيكل يُستثمر في الطفل. بالإضافة لذلك، القانون يوفر حوافز لخلق مشاريع توظيف، مما يمكن أن يخلق آلاف الوظائف الجديدة في النقب".
تغيير حقيقي بدلًا من الحديث
رازنيك لم يُخفِ التحديات، لكنه شدد على أهمية الرؤية القيادية:
"الإدارة تعني التعامل مع الأمور اليومية، أما القيادة فتعني تغيير الواقع. قانون ريفمان يقدم مستقبلًا أفضل لجميع سكان النقب – اليهود والبدو على حد سواء. أنا أدعو كل سكان النقب لدراسة القانون، فهمه بعمق، والانضمام إلى الحوار".
أمل لمستقبل مشترك
مع اقتراب نهاية المقابلة، شارك رازنيك رؤيته الشخصية:
"أنا نفسي نشأت كطفل في خطر، حصلت على فرصة لبناء حياتي هنا في النقب. اليوم أريد أن أُعطي نفس الفرصة للأطفال الآخرين، البدو واليهود على حد سواء. النقب يمكنه ويجب أن يكون مكانًا للأمل، التطوير، والتعاون الحقيقي".
دعوة لحوار مفتوح
في الختام، دعا عثمان أبو عجاج المجتمع البدوي في النقب للانضمام إلى حوار إيجابي:
"كلنا نريد نقبًا أفضل. هذا هو الوقت للعمل معًا – بشراكة، بتفاهم، وبحوار محترم – لتحويل هذه الرؤية إلى واقع".