"أم رهط": الكلبة التي أُصيبت بالرصاص لكنها واصلت القتال من أجل جرائها

على الرغم من إصابتها البالغة بطلق ناري والألم الذي لا يُحتمل، واصلت كلبة متروكة في النقب إرضاع جرائها التسعة حتى تم العثور عليها من قبل المتطوعين. وبعد عملية بتر ساقها، لم تستعد حياتها إلا عندما أُعيدت إليها جرائها
تمكن مواطنون ومتطوعون في النقب من إنقاذ كلبة مصابة وتسعة جراء متروكين، في قصة تجسد الألم، البقاء، وحب الأمومة بلا حدود. تم العثور على الكلبة بالقرب من مفرق رهط وهي مصابة إصابة خطيرة في ساقها نتيجة إطلاق نار، لكنها لم تتوقف عن رعاية جرائها وإرضاعهم رغم المعاناة.
البحث عن العائلة الضائعة
بدأت القصة قبل أيام، عندما ورد بلاغ عن كلبة مصابة برفقة جرائها في منطقة المفرق. انطلق متطوعون من عدة مجموعات عبر منصات التواصل الاجتماعي للبحث عنها، لكن لم يتمكنوا في البداية من العثور على العائلة الضائعة.
بعد ساعات، عاد متطوعان، تومر وتال من كريات جات، إلى الموقع وبحوزتهما طعام ذو رائحة قوية لجذب الكلبة المصابة. لم يستسلما، وبعد وقت طويل، خرجت الكلبة وجِراؤها من مخبئهم وتم نقلهم إلى مكان آمن.
"أم رهط" تخضع لعملية جراحية صعبة
نُقلت الأم، التي أُطلق عليها اسم "أم رهط"، إلى مستشفى بيت دغان البيطري، حيث تبين أن إصابتها خطيرة. وكشف الأطباء أنها أصيبت بطلق ناري من بندقية هوائية. كان القرار بشأن طريقة علاجها صعبًا: هل يحاولون إنقاذ ساقها رغم المعاناة وخطر الغرغرينا، أم يقررون بترها لضمان تعافيها بسرعة؟
وفي الوقت ذاته، كانت هناك مخاوف من فصلها عن جرائها لفترة طويلة، مما قد يؤثر على نموهم. وبعد التشاور مع أطباء بيطريين وخبراء، تقرر بتر الساق لإعطائها فرصة أفضل للتعافي والاعتناء بصغارها.

لحظة لقاء مؤثرة تعيد الحياة إلى الأم
نجحت العملية الجراحية، لكن الكلبة بدت منهكة وفاقدة للحيوية. ثم جاءت اللحظة الأكثر تأثيرًا: تم إدخال الجراء إليها واحدًا تلو الآخر، وفي غضون لحظات، استعادت نشاطها. أضاءت عيناها من جديد، وبدأت بلعق جرائها، ورتبت جسدها ليتمكنوا من الرضاعة منها وكأنهم لم يفترقوا أبدًا.
وقالت نعومي كيرن، من منظمة S.O.S للحيوانات:
"فتحت باب الزجاج وأدخلت الجراء واحدًا تلو الآخر. في غضون دقائق، عادت إلى طبيعتها. ربما هو سحر، أو ربما هي فقط طريقة الطبيعة في العمل."
بداية جديدة لعائلة صمدت في وجه القسوة
تم نقل الأم وجرائها إلى رعاية مؤقتة، حيث سيواصلون تلقي الرعاية والمراقبة حتى يتم العثور على منازل دائمة لهم.
تحولت قصة "أم رهط" وصغارها إلى رمز للبقاء على قيد الحياة وحب الأمومة الذي لا يعرف الحدود، حتى في وجه قسوة البشر.