غموض في الصحراء: العثور على أربعة جمال نافقة في منطقة تدريب عسكري – شبهات بإطلاق نار ومطالب بتحقيق شامل

تم العثور هذا الأسبوع على أربعة جمال نافقة في منطقة مفتوحة قرب بئر ملّيخة في جنوب البلاد، ضمن نطاق المجلس الإقليمي رمات نيغف. ووفقًا لبيان الناطق بلسان الشرطة، فقد تم اكتشاف الجمال داخل منطقة تدريب نيران فعالة تابعة للجيش الإسرائيلي. وصل إلى المكان ممثل من وحدة التنفيذ وقوة من الشرطة لجمع الأدلة.
وبحسب تقرير وحدة التشخيص الجنائي (المعروفة بـ"مزاف")، كانت الجثث في حالة تحلل متقدمة، ولم يُعثر في المكان على فوارغ رصاص. وأشارت الشرطة إلى أنها تفحص جميع اتجاهات التحقيق، ولم يتسن بعد التأكد مما إذا كانت الجمال قد قُتلت برصاص متعمد أم أن هناك ظروفًا أخرى.
ومع ذلك، تسود رواية مختلفة تمامًا بين سكان المنطقة البدو. وبحسب ناشطَين من قرية بير هداج، يُعتقد أن الحادثة نُفذت بدافع انتقامي أو كـ"جريمة كراهية" من قِبل وحدة المستعربين العاملة في النقب. يقول أحد الناشطين: "نتلقى شهادات عن إطلاق نار مباشر على الرأس والعنق، وفي الفيديو الذي يوثق الجمال، نرى بوضوح ناقتين وولدين – جميعهم قُتلوا بإصابات نارية".
وقال المتحدث باسم القرى غير المعترف بها، نتي يفيت: "هذا الواقع ليس جديدًا. منذ فترة طويلة يعيش البدو في المنطقة في خوف من أعمال عنف يرتكبها ملثمون، يُشتبه بأنهم عناصر مستعربين. إنشاء الوحدة المشتركة بين حرس الحدود والجيش الإسرائيلي حوّل المناطق المفتوحة في النقب إلى مناطق غير آمنة. التحقيق الشرطي يجب أن يكون شفافًا لضمان عدم التغطية على الحقيقة".
وأشار شاهد عيان آخر إلى أن الجمال شوهدت حية في اليوم السابق فقط، وهي ترعى في الحقل. وأضاف: "من صوّر الحدث قال إن كل جمل أُطلق عليه رصاصتين في الرأس والعنق. هناك مخاوف في المنطقة من احتمال إصابة حيوانات أخرى أيضًا. غدًا نخطط لمسح المنطقة للتأكد من عدم وجود حيوانات مصابة أو نافقة أخرى".
بالتوازي، يخطط ناشطون من بير هداج لتنظيم مظاهرة يوم الأحد المقبل ضد ما يسمّونه "عنف المقنّعين". قال يفيت: "لا يمكننا انتظار نتائج تحقيق آخر يتم ببطء. كل يوم من عدم اليقين يزيد من قلق سكان المنطقة. دخلنا في دائرة من الخوف، حيث كل رحلة على شارع 222 أو دخول إلى مراعي قد تنتهي بعنف غير مبرر".
شرطة إسرائيل: ملتزمون بكشف الحقيقة
قالت شرطة إسرائيل إنها ملتزمة بكشف الحقيقة حول ظروف نفوق كل حيوان، لا سيما في ظل الشبهات حول عمل متعمّد. وتقوم الشرطة حاليًا بفحص علاقة محتملة بين مقتل الجمال وبين نشاط الجيش الإسرائيلي في منطقة التدريب أو أي جهة أخرى. وأضاف البيان: "ندعو كل من لديه معلومات قد تساعد التحقيق – بما في ذلك أصحاب الجمال إن وجدوا – إلى التواصل مع أقرب مركز شرطة".
لكن، بحسب نتي يفيت، فإن التجربة تُظهر أن الشكاوى السابقة إلى وحدة التحقيق مع رجال الشرطة (ماحش) لم تسفر عن إجراءات ضد المتورطين. يقول يفيت: "نحن بانتظار نتائج حقيقية، لا مزيد من التمويه. يوم الأحد سنخرج للتظاهر برسالة واضحة أن حياة البشر والحيوانات ليست مباحة، وأن حكم القانون يجب أن يسري أيضًا على من يحمل السلاح باسم الدولة".