عيد الفطر كما كان في الماضي: الروائح، الطناجر، والنكهات التي تنتقل من جيل إلى جيل

هكذا يبدو العيد في المطابخ البدوية في النقب – مع معمولٍ حلو، سمبوسك ساخن، وقصص من القلب تنغرس في كل لقمة.
send whatsapp messsage send FB messsage
عيد الفطر كما كان في الماضي: الروائح، الطناجر، والنكهات التي تنتقل من جيل إلى جيل

مع اقتراب عيد الفطر، يمكن الشعور بشيء مختلف في هواء النقب – الرائحة.
بين أزقة رهط، اللقية، حورة وتل السبع، وبين الخيام في القرى غير المعترف بها – تنتشر رائحة السمن البلدي، التمر المهروس، وتوابل الجدة، وكأنها إعلان فرح: العيد قد حل.

"عندما أشم رائحة المعمول الذي تصنعه أمي، أعود مباشرةً إلى سن الثامنة"، تقول سهام من كسيفة. "كنا نجلس جميع النساء – أمي، جدتي، عماتي – نحضر عشرات الكيلوغرامات من العجين، نملؤه بالتمر، نضغط عليه بالملقاش، ونتحدث عن الحياة. اليوم، أحضر نفس الوصفة مع بناتي – تمامًا كما كان آنذاك".

المعمول – ليس مجرد حلوى، بل ذكرى
المعمول، الذي قد يكون أكثر الأطعمة ارتباطًا بعيد الفطر، هو أكثر من مجرد قطعة حلوى.
لكل عائلة وصفتها الخاصة: بعضهن يضفن ماء الورد، أخريات يستخدمن الهيل بكثير من الحب.
لكن الجميع يعرف – يُخبز المعمول ببطء، بأيدٍ مليئة بالصبر، لكي يبدأ العيد بطعم البيت.

سمبوسك صباح العيد
في اليوم التالي لشهر رمضان، عندما تشرق الشمس وتنتهي صلاة العيد – تبدأ أول وجبة مع سمبوسك طازج.
عجينة رقيقة مقرمشة، محشوة باللحم المبهّر أو الجبنة، تُقلى قليلاً، وتُقدّم بجانب الشاي المر.
"كانت جدتي دائمًا تحضره لنا بعد الصلاة"، يقول محمد من شقيب السلام. "كنت أعلم تمامًا أنها ستفتح الباب الساعة التاسعة وتعطيني كيسًا دافئًا من السمبوسك. اليوم، أنا أفعل نفس الشيء لأحفادي".

قطايف وكنافة – حلاوة العيد
في المساء، عندما تجتمع العائلات مجددًا، تتصدر الحلويات المشهد.
القطايف – فطائر صغيرة محشوة بالمكسرات أو الطحينة أو الجبنة – تُقلى وتُغمر بالقطر.
الكنافة – ذهبية، طرية ودافئة – تُقطع إلى مربعات وتُقدّم مع ملعقة من "البسمة" على وجه الأم.

"العيد عندي لا يكتمل دون كنافة جدتي خالدة"، تقول نورة من رهط. "فيها طعم السكون. العائلة. الجذور".

أكثر من طعام – إنها تقاليد
أطعمة عيد الفطر ليست مجرد طعام. إنها رابط ثقافي يحافظ على الأسر، الأجيال، وهوية كاملة.
في كل بيت بدوي هناك قصص خلف كل طبق:
عن المعمول الذي صُنع ليلًا والراديو يبث القرآن،
عن القطايف الأولى التي صنعتها الحفيدة مع جدتها،
وعن الكسكس يوم الاثنين الذي يجب أن يُقدّم مع مرق حار – تمامًا كما أحبه الجد.

"اليوم أُحضّر، وغدًا هنّ يُكملن"
"هناك تقاليد لا يمكن كتابتها في الكتب – فقط تُعاش"، تختتم عائشة من حورة.
"عندما أرى ابنتي ترتدي المريول وتعجن العجين كما تعلمت أنا – أتذكر أمي.
اليوم أنا أُحضّر، وغدًا هنّ يُكملن. هكذا نحافظ على روح العيد".

عيد فطر سعيد لكل عائلات النقب – وليكن مليئًا بالنكهات، الذكريات، والحب.